فاطمة الزهراء عليها السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فاطمة الزهراء عليها السلام

الأحاديث النبوية الصادرة فيها، خطبتها، أدعيتها، قصصها،محاضرات ولقاءات تليفزيونية خاصة بها
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى خاص بـ فاطمة الزهراءعليها السلام
المواضيع الأخيرة
» خطبة فاطمة الزهراء (ع) تصاميم حسب المواضيع الجزء الأول
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 26, 2018 12:21 am من طرف أبو الحسن الحسني

» خطبة فاطمة الزهراء (ع) تصاميم حسب المواضيع الجزء الثاني
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 26, 2018 12:08 am من طرف أبو الحسن الحسني

»  قصيدة في فاطمة الزهراء (ع) للشيخ الدكتور أحمد الوائلي
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 19, 2018 9:47 pm من طرف أبو الحسن الحسني

» شعر في فاطمة الزهراء (ع) للشيخ الدكتور أحمد الوائلي
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 19, 2018 9:46 pm من طرف أبو الحسن الحسني

»  قصة زفاف فاطمة الزهراء عليها السلام
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالأحد يونيو 17, 2018 11:08 pm من طرف أبو الحسن الحسني

»  قصة فاطمة الزهراء عليها السلام والأعرابي
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالأحد يونيو 17, 2018 11:06 pm من طرف أبو الحسن الحسني

» قصيدة شكوى عند قبر أبيها رسول الله (ص)
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالخميس يونيو 14, 2018 6:58 pm من طرف أبو الحسن الحسني

» قصائد فاطمة الزهراء عليها السلام
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالخميس يونيو 14, 2018 6:24 pm من طرف أبو الحسن الحسني

» من هي فاطمــة ؟ 1 (تصاميم)
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالخميس يونيو 14, 2018 4:47 am من طرف أبو الحسن الحسني

محمد المصطفى 1
علي المرتضى 2
فاطمة الزهراء 3
الحسن المجتبى 4
الحسين الشهيد 5
علي السجاد 6
محمد الباقر 7
جعفر الصادق 8
موسى الكاظم 9
علي الرضا 10
محمد الجواد 11
علي الهادي 12
الحسن العسكري13
محمد المهدي 14

 

 خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو الحسن الحسني
Admin



المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 11/05/2018

خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Empty
مُساهمةموضوع: خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف   خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف Icon_minitimeالخميس يونيو 14, 2018 12:39 am

خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      رَوَى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه ، أنَّه لَمَّا أرادت فاطمة أن تخطب بهذه الخطبة شدَّت خِمَارَهَا على رأسِهَا واشتملَتْ بجِلْبَابَها، وأقْبَلَتْ في جماعَةٍ مِنْ نِسَاءِ قَوْمِهَا ، مَا تَنْقُصُ مَشْيَتَهَا مَشْيَةِ رَسُول الله (ص) حَتَّى دَخَلَتْ المسجد النبوي وفي المسجد حَشَدٍ مِنَ الْمُهاجرين والأنصار وغيرهم . وأُمِرَ بستار بينها وبين القوم ، فجلستْ ثم أنَّت أنَّةً أَجْهَشَ القوم بالبُكاءِ ، فارتَجَّ المجلس ثُمَّ أمهلتْ هَنيئةً حتى إذا سكنَ نشيجَ القوم وهدأتْ فَوْرتهُم   افتتحت الكلام بحمد الله والثَّناءِ عليهِ والصَّلاةُ على رَسُوله (ص)، فعاد القومِ في بكائِهِمْ ، فَلَمَّا أمْسَكُوا عادتْ في كلامِهَا فقالت عليها السلام:

     الْحَمْدُ للهِ عَلَى مَا  أنْعَمَ . ولَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ . وَالثَّنَاءُ بِما قَدَّمَ . مِنْ عُمُومِ نِعَمَ  إبْتَدَاهاَ  . وَسُبُوغِ  آلاَءٍ أَسْدَاهاَ(1) . وَتَمَامِ مِنَنٍ  وَالاَهاَ . جَمَّ عَنِ الإِحْصَاءِ عَدَدُهاَ(2) . وَنَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهاَ(3). وَتَفَاوَتَ عَنِ الإِدْرَاكِ أَبَدُهاَ . وَنَدَبَهُمْ لاِسْتِزَادَتِهاَ بِالشُّكْرِ لاِتِّصَالِهاَ(4) . وَاسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلاَئِقِ بِإِجْزَالِهاَ .
وَثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهاَ(5) . وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ . كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِخْلاَصَ تَأْوِيلَهاَ . وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَهاَ (6) . وَأَنَارَ فِي التَّفَكُّرِ مَعْقُولَهاَ . الْمُمْتَنِعُ عَنِ الأَبْصَارِ رُؤْيَتُهُ . وَمِنَ الأَلْسُنِ صِفَتُهُ . وَمِنَ الأَوَهَامِ كَيْفِيَّتُهُ . أَبْتَدَعَ الأَشْيَاءَ لاَ مِنْ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَهاَ(7) . وَأَنْشَأَهاَ بِلاَ احْتِذَاءِ أَمْثِلَةٍ إِمْتَثَلَهاَ 
(8) . كَوَّنَهاَ بِقُدْرَتِهِ . وَذَرَأَهاَ بِمَشِيئَتِهِ (9) . مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى تَكْوِينِهاَ . وَلاَ فَائِدَةٍ لَهُ فِيْ تَصْوِيرِهاَ .  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ــــــــــــــ
(1) سبوغ النعم: إتساعها. (2) جم : كثر . (3) نأى: بعد. وهكذا تفاوت.
  (4) ندبهم: دعاهم. والإستزادة: طلب زيادة الشكر. وهكذا أستحمد.
  (5) ثنى بالندب: أي كما أنه ندبهم لاستزادتها كذلك ندبهم الى أمثالها من
   موجبات الثواب.  (6) جعل القلوب محتوية لمعنى كلمة التوحيد.
  (7) أحدثها. (8)  الإحتذاء: الإقتداء.  (9) ذرأها: خلقها 

   تابع الخطبة:
ــــــــــــــــــــــــــــ
 إلاَّ تَثْبِيتاً لِحِكْمَتِهِ . وَتَنْبِيهاً عَلَى طَاعَتِهِ . وَإِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ . وَتَعَبُّداً   لِبَريَّتِهِ . وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ. ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ . وَوَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ . ذِيَادَةً لِعِبَادِهِ مِنْ نِقْمَتِهِ (1) . وَحِيَاشَةً لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ (2) . وَأَشْهَدُ أَنَّ أَبِي (مُحَمَّداً ) عَبْدُهُ وَرَسُولُه. أَخْتَارَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ . وَسَمَّاهُ قَبْلَ أَنْ إجْتَبَاهُ .   
 وَاصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ . إِذْ الْخَلاَئِقُ بِالْغَيْبِ مَكْنُونَةٌ . وَبِسِتْرِ الأَهَاوِيلِ مَصُونَةٌ . وَبِنِهَايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ .عِلْماً مِنَ اللهِ تَعَالَى بِمَآئِلِ الأُمُورِ (4) . وَإِحَاطَةً مِنْهُ بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ . وَمَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ . ابْتَعَثَهُ اللهُ إِتْمَاماً لأَمْرِهِ . وَعَزِيمَةً عَلَى إِمَضَاءِ حُكْمِهِ . وَإِنْفَاذاً لِمَقَادِيرِ رَحْمَتِهِ . فَرَأَى الأُمَمَ فِرَقاً فِيْ أَدْيَانِهاَ . عُكَّفاً عَلَى  نِيرَانِهاَ . عَابِدَةً لأَوْثَانِهاَ . مُنْكِرَةً للهِ مَعَ عِرْفَانِهاَ . فَأَنَارَ اللهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ظُلَمَهاَ (5) . وَكَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهاَ (6) . وَجَلَى عَنِ الأَبْصَارِ غُمَمَهاَ (7) . وَقَامَ فِيْالنَّاسِ بِالْهِدَايَةِ . فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغِوَايَةِ . وَبَصَّرَهُمْ مِنَ الْعِمَايَةِ .   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشــرح:
ـــــــــــــــــ                                
 (1) ذيادة : منعاً .  (2) حياشة لهم : سوقهم .  (3) اجتبله : فطره .  
 (4) المآئل : جمع مئال أي المرجع .  (5) ظُلم : جمع ظلمة .  (6) البُهم: 
  جمع بهمة وهي مشكلات الأمور .  (7) الغمم : جمع غمة أي الشيء
  الملتبس المستور.  

 تابع الخطبة:
ــــــــــــــــــــــ
  وَهَدَاهُمْ إِلَى الدِّينِ الْقَوِيمِ . وَدَعَاهُمْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ . ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إِلَيْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاخْتِيَارٍ . وَرَغْبَةٍ وَإِيثَارٍ . فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ . مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِي رَاحَةٍ. قَدْ حُفَّ بِالْمَلاَئِكَةِ الأَبْرَارِ . وَرِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ . وَمُجَاوَرَةِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ. صَلَّى اللهُ عَلَى أَبِي . نَبِيِّهِ وَأَمِينِهِ عَلَى الْوَحْيِ وَصَفِيِّهِ . 
  وَخِيرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَرَضِيّهِ. وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
   ثُمَّ قَالَتْ:
     أَنْتُمْ عِبَادَ اللهِ نُصُبُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ (1) . وَحَمَلَةَ دِينِهِ وَوَحْيِهِ . وَأُمَنَاءُ اللهِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ (2) . وَبُلَغَاؤُهُ إِلَى الأُمَمِ (3) . زَعِيمُ حَقٌّ لَهُ فِيكُمْ . وَعَهْدٍ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ . وَبَقِيَّةٍ إسْتَخْلَفَهاَ عَلَيْكُمْ . كِتَابُ اللهِ النَّاطِقُ . وَالْقُرْآنُ الصَّادِقُ . وَالنُّورُ السَّاطِعُ (4) . وَالضِّيَاءُ اللاَّمِعُ  (5). بَيِّنَـةً بَصَائِرُهُ . مُنْكَشِفَةً سَرَائِرُهُ (6) .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ــــــــــــــــ
 (1)منصوبون لأوامره ونواهيه .  (2) أمناء : جمع أمين .
 (3) البلغاء : جمع بليغ ، والمقصود هنا المبلغ .  (4) الساطع : المرتفع .   
 (5) اللامع : المضيء .  (6) البصائر : جمع بصيرة ، والمراد هنا: الحجج  
   والبراهين . والسرائر : جمع سريرة، والمقصود هنا: الأسرار الخفية واللطائف 
   الدقيقة .

 تابع الخطبة:
ـــــــــــــــــــــــــــ
  مُتْجَلِيَةً ظَوَاهِرُهُ (1) . مُغْتَبِطَةً  أَشْيَاعُهُ (2). قَائِدًا إِلَى الرِّضْوَانِ إتِّبَاعُهُ . مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاةِ اسْتِمَاعُهُ . بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللهِ الْمُنَوَّرَةُ . وَعَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ (3) . وَمَحَارِمُهُ الْمُحَذِّرَةُ . وبَيِّـنَاتُهُ الْجَالِيَةُ (4) . وَبَرَاهِينُهُ الْكَافِيَةُ . وَفَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ (5) . وَرُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ . وَشَرَائِعُهُ الْمَكْتُوبَةُ (6) . فَجَعَلَ اللهُ الإِيمَانَ تَطْهِيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ . وَالصَّلاَةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْرِ . وَالزَّكَاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنمِاَءً فِي الرِّزْقِ . وَالصِّيَامَ تَثْبِيتاً لِلإِخْلاَصِ . وَالْحَجَّ تَشْيِيداً لِلدِّينِ . وَالْعَدْلَ تَنْسِيقاً لِلْقُلُوبِ (7). وَإِطَاعَتَناَ نِظَاماً لِلْمِلَّةِ . وَإِمَامَتَناَ أَمَاناً لِلْفُرْقَةِ . وَالْجِهَادَعِزاًّ لِلإِسْلاَمِ  . وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجَابِ الأَجْرِ . وَالأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلِحَةً لِلْعَامَّةِ . وَبِرَّ الْوَالِدَيْنِ وِقَايَةً مِنَ السَّخَطِ . وَصِلَةَ الأَرْحَامِ مَنْسَاءً فِي الْعُمْرِ وَمَنْمَاةً لِلْعَدَدِ (8) . وَالْقِصَاصَ حِقْناً لِلدِّمَاءِ (9) . وَالْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِيضاً لِلْمَغْفِرَةِ (10) . وَتَوْفِيَةَ الْمَكَايِيلِ وَالْمَوَازِينِ تَغْيِيراً لِلْبَخْسِ(11) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ـــــــــــــــ
 (1) متجلية: منكشفة. (2)  الغبطة: أن تتمنى مثل حال المغبوط إذا كان بحالة
  حسنة. (3) العزائم: جمع عزيمة:- الفريضة التي افترضها الله. (4) الجالية: 
  الواضحة. (5)  المندوبة: المدعو إليها. (6) المكتوبة: الواجبة. (7) التنسيق:
  التنظيم . (8) منماة على وزن مسحاة :- اسم آلة للنمو ، ولعلها مصدر ميمي 
  للنمو .  (9) حقناً : حفظاً .  (10) تعريضاً : إذا جعلته في عرضة  الشيء .
  (11) المكاييل : جمع مكيال : وهو ما يكال به . والموازين: جمع
  ميزان. والبخس: النقص. 

  تابع الخطبة:
ــــــــــــــــــــــــــ
 وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً عَنِ الرِّجْسِِ . وَاجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَةِ . وَتَرْكَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ . وَحَرَّمَ اللهُ الشِّرْكَ إِخْلاَصًا لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ،  فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .  
  وَأَطِيعُوا اللهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَنهَاَكُمْ عَنْهُ . فَإِنَّهُ إِنمَّاَ يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ.                                      
  
   ثُمَّ قَالَتْ : أيُّهاَ النَّاسُ .. اعْلَمُوا أَنيِّ فَاطِمَةٌ ، وَأَبِي مُحَمَّدٌ ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً (1) . وَلاَ أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً. وَلاَ أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً (2). ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَـزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (3). فَإِنْ تَعْزُوهُ وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِي دُونَ نِسَائِكُمْ (4) . وَأَخَا ابْنِ عَمِّي دُونَ 
 رِجَالِكُمْ . وَلَنِعْمَ الْمَعْزِيِّ إِلَيْهِ (5) (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) . فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ ، صَادِعاً بِالنَّذَارَةِ (6) . مَائِلاً 
 عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ (7) .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الشــرح:
ـــــــــــــ
 (1)  عوداً وبدءاً: آخراً وأولاً. (2)  شططاً: ظلماً وجوراً. (3) سورة 
 التوبة آية 129.  (4) تعزوه: تنسبوه. (5) المعزي إليه: المنسوب إليه.
 (6) صادعاً: مظهراً. النذارة: الإنذار والتخويف. (7) مدرجة المشركين: 

  طريقهم ومسلكهم.

تابع الخطبة:
ـــــــــــــــــــــــ
ضَارِبًا  ثَبَجَهُمْ (1) آخِذًا بأَكْظَامِهِمْ (2) دَاعِياً إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ . يَجُفُّ (يُكَسِّرُ) الأَصْنَامَ .  وَيَنْكُثُ الْهَامَّ (3) .  حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ . حَتَّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ (4) . وَأَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ (5)  . وَنَطَقَ زَعِيمُ الدِّينِ . وَخَرَسَتْ شَقَاشِقُ الشَّيَاطِينِ (6) . وَطَاحَ وَشِيظُ النِّفَاقِ (7) . وَانْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَالشِّقَاقِ (8) . وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ (9) . فِي نَفَرٍ مِنَ الْبِيضِ الخِمَاصِ (10) . وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ (11) . مُذْقَةَ الشَّارِبِ (12) . وَنُهْزَةَ الطَّامِعِ (13) . وَقُبْسَةَ الْعَجَلاَنِ (14) . وَمَوْطِئَ الأَقْدَامِ . تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ (15) . وَتَقْتَاتُونَ القِدَّ وَالْوَرَقَ (16) . أَذِلَّةً خَاسِئِينَ . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الشــرح:
ـــــــــــــــ                            
(1) الثبج فتح الثاء والباء : الكاهل ، ووسط الشيء .
(2)  الكظم بفتح الكاف والظاء : الفم أو الحلق أو مخرج النفس.
(3) نكته على هامته : إذا ألقاه على رأسه .  (4) تفرى : انشق.
(5)  أسفر : إذا انكشف وأضاء . والمحض : الخالص.
(6) شقاشق : جمع شقشقة وهي شيء يشبه الرئة يخرج من فم
البعير إذا هاج . (7) الوشيظ : الأتباع والخدم .  (8) الشقاق:
الخلاف.  (9) فهتم: تلفظتم.  (10)  البيض: جمع أبيض.
والخماص: جمع خميص وهو الجائع. (11)  شفا حفرة: جانبها
المشرف عليها . (12) المذقة : بضم الميم شربة من اللبن
الممزوج بالماء . (13)  النهزة : بضم النون الفرصة.
(13) قبسة العجلان: الشعلة من النار التي يأخذها الرجل العاجل.
(14) الطرق : بفتح الطاء وسكون الراء الماء الذي خوضته الإبل
وبولت فيه. (15) تقتاتون : تجعلون قوتكم. والقد: بكسر القاف
قطعة جلد غير مدبوغ ويحتمل أن يكون بمعنى القديد وهو اللحم
المجفف في الشمس.
تابع الخطبة:
ـــــــــــــــــــــــــ
  تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ . فَأَنْقَذَكُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ . بَعْدَ اللَّتَيَا وَالَّتِي . وَبَعْدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجَالِ. (1) وَذُؤْبَانِ الْعَرَبِ . وَمَرَدَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ (2) . كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ . أَوْ نَجَمَ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (3) . أَوْ فَغَرَتْ فَاغِرَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ (4) . قَذَفَ أَخَاهُ فِي لَهَوَاتِهَا (5) . فَلاَ يَنْكَفِىءُ حَتَّى يَطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ (6) . وَيِخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ (7) . مَكْدُوداً فِي ذَاتِ اللهِ (8) . مُجْتَهِداً فِي أَمْرِ اللهِ . قَرِيباً مِنْ رَسُولِ اللهِ . سَيِّداً فِي أَوْلِيَاءِ اللهِ . مُشَمِّراً نَاصِحاً . مُجِداًّ كَادِحاً (9) . لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ . وَأَنْتُمْ فِي رَفَاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ (10) . وَادِعُونَ فَاكِهُونَ آمِنُونَ (11) . تَـتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ . وَتَـتَوَكَّفُونَ الأَخْبَارَ (12) .وَتَنْكُصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ (13) . وَتَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ــــــــــــــــ
(1) مني: فعل ماضي مجهول: ابتلي. والبهم على وزن الغرف:
جمع بهمة، وهو الشجاع الذي لا يهتدي من أين يؤتى.
(2) مرد ة بفتح الميم والراء والدال : جمع مارد وهو العاتي .
(3) نجم فعل ماضي : طلع . وقرن الشيطان : اتباعه .
(4) فغر : فتح . فاغرة فاها : أي فاتحة فمها .
(5) اللهوات جمع لهاة: لحمة مشرفة على الحلق في أقصى الفم.
(6) ينكفىء: يرجع. يطأ: يدوس. صماخها: أذنها. بأخمصه: باطن قدمه.
(7) يخمد : يطفأ : لهبها : اشتعالها . (8) المكدود : المتعب.
(9) شمر ثوبه : رفعه . مجد بضم الميم وكسر الجيم : مجتهد .
والكادح : الساعي . (10) رفاهية : سعة . (11) وادعون: مرتاحون.
فاكهون: ناعمون. (12) الدوائر: العواقب المذمومة وحوادث الأيام.
(13) تتوكفون: تتوقعون بلوغ الأخبار. (13) تنكصون: ترجعون
وتتأخرون. والنزال: القتال.


تابع الخطبة:
ـــــــــــــــــــــ
ثُمَّ قَالَتْ عَلَيْهَا السَّلاَمُ :
   فَلَماَّ اخْتَارَ اللهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَارَ أَنْبِيَائِهِ . وَمَأْوَى أَصْفِيَائِهِ . ظَهَرَ فِيكُمْ حَسْكَةُ النِّفَاقِ (1) . وَسَمُلَ جِلْبَابُ الدِّينِ (2) . وَنَطَقَ كَاظِمُ الْغَاوِينَ (3) . وَنَبَغَ خَامِلُ الأَقَلِّينَ (4) . وَهَدَرَ فَنِيقُ الْمُبْطِلِينَ (5) . فَخَطَرَ فِي عَرَصَاتِكُمْ (6) . وَأَطْلَعَ الشَّيْطَانُ رَأْسَهُ مِنْ  مَغْرَزِهِ (7) . هَاتِفاً بِكُمْ . فَأَلْفَاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِيبِينَ . وَلِلْغِرَّةِ فِيهِمُلاَحِظِينَ (8) . ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفَافاً . وَأَحْمَشَكُمْ فَأَلْفَاكُمْ غِضَاباً (9) . فَوَسَمْتُمْ غَيْرَ إِبِلِكُمْ (10) . وَأَوْرَدْتُمْ غَيْرَ مَشْرَبِكُمْ  (11) . هَذَا وَالْعَهْدُ قَرِيبٌ . وَالْكَلْمُ رَحِيبٌ (12) . وَالْجُرْحُ لَمَّا يَنْدَمِلُ  (13) . وَالرَّسُولُ لَمَّا يُقْبَرُ (14).إِبْتِدَارًا زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ (15) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ـــــــــــــــ
(1) الحسكة والحسيكة: الشوكة. (2) سمل الثوب: صار خلقاً.
والجلباب : ثوب واسع . (3) كاظم الغاوين : الساكت الضال الجاهل.
(4) ظهر من خفي صوته واسمه من الأذلاء. (5) هدر البعير: ردد
صوته في حنجرته . والفنيق : الفحل من الإبل . (6) خطر : إذا حرك
ذنبه. (7) المغرز: بكسر الراء: ما يختفي فيه. (8) الغِرَّة : الإنخداع. 
وملاحظين: ناظربن ومراعين. (9) أحمشكم: أغضبكم. (10) الوسم:
الكي. وسمه: كواه.  (11)الشِّرب: النصيب من الماء. (12) الكلم:
الجرح : ورحيب : واسع .  (13) اندمل : تراجع إلى الوراء . 
(14) يقبر : يدفن .  (15) ابتداراً : معاجلة .  
 تابع الخطبة:
ـــــــــــــــــــــ
  أَلا: فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ .  فَهَيْهَاتَ مِنْكُمْ ؛ وَكَيْفَ بِكُمْ ؟ وَأَنَّى تُؤْفَكُونَ . (1) وَكِتَابُ اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ . أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ . وَأَحْكَامُهُ زَاهِرَةٌ . وَأَعْلاَمُهُ بَاهِرَةٌ وَزَوَاجِرُهُ لاَئِحَةٌ . وَأَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ . وَقَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ . أَرَغْبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ ؟ أَمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ . بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً . ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ، وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ). ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلاَّ رَيْثَ أَنْ تَسْكُنَ نَفْرَتَهَا (2) . وَيَسْلَسَ قِيَادَهَا (3) . ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا .وَتُهَيِّجُونَ جَمْرَتهَاَ (4) . وَتَسْتَجِيبُونَ لِهِتَافِ الشَّيْطَانِ الْغَوِي . وَإِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّينِ الْجَلِي . وَإِهْمَالِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِي . تُسِرُّونَ حَسْواً فِي ارْتِغَاءٍ (5) . وَتُمْشُونَ لأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فِي الْخَمَرِ وَالضَّرَّاء (6) . وَنَصْبِرُ مِنْكُمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمَدَى (7) . وَوَخْزِ السِّنَانِ فِي الْحِشَاءِ . (8)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ـــــــــــــــــ
(1)تؤفكون: أي تصرفون. (2) ريث: قدر.
(3) يسلس: يسهل. (4) تورون: تخرجون نارها.
تهيجون: تثيرون. (5) بأتي المعنى في شرح الخطبة.
(6) الخَمَر. ما يسترك من الشجر وغيره. (7) المُدى:
جمع مُدية وهي الشفرة. (8) الوخز: الطعن. والسنان:
رأس الرمح.

 تابع الخطبة:
ــــــــــــــــــــــ
وَأَنْتُمْ الآنَ تَزْعُمُونَ أَنْ لاَ إِرْثَ لَنَا . ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ؟ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ  يُوقِنُونَ ؟ ) .  أَفَلاَ تَعْلَمُونَ ؟ بَلَى ، تَجَلَّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ أَنِّي ابْنَتُهُ.   أَيُّهّا الْمُسْلِمُونَ أَأُغْلبُ عَلَى إِرْثِي.
 ثُمَّ قَالَتْ عَلَيْهَا السَّلاَمُ:                        
     يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ !  أَفِي كِتَابِ اللهِ  تَرِثُ أَبَاكَ وَلاَ أَرِثُ أَبِي ؟ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِياًّ !! (1) . أَفَلاَ عَمَدٍ تَرَكْتُمْ كِتَابَ اللهِ وَنَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ؟ إِذْ يَقُولُ : وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ (2) . وَقَالَ فِيمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ زَكَرِيَّا إِذْ قَالَ : فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِياًّ . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبِ (3) . وَقَالَ : وَأُوُلوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ  (4) . وَقَالَ: يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَضِّ الأُنْثَيَيْنِ  (5) . وَقَالَ : إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (6) . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ـــــــــــــــ
(1) فريًّا: أمراً عظيماً أو منكراً قبيحاً. (2) سورة النمل آية 16.
(3) سورة مريم آية 6 . (4) سورة الأنفال الآية 75 .
(5) سورة النساء آية 11 . (6) سورة البقرة آية 18 .

 تابع الخطبة:
ــــــــــــــــــــــ
وَزَعَمْتُمْ أَنْ لاَ حَظْوَةَ لِي ! (1) وَلاَ إِرْثُ مِنْ أَبِي وَلاَ رَحِمَ بَيْنَنَا ! أَفَخَصَّكُمُ اللهُ بِآيَةٍ أَخْرَجَ أبي مِنْهَا ؟ أَمْ تَقُولُونَ : إنَّ أَهْلَ مِلَّتَيْنِ لاَ يَتَوَارَثَانِ ؟ أَوَلَسْتُ أَنَا وَأَبِي مِنْ أَهْلِ مِلَّةٍ وَاحِدَةٍ ؟ أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمِّي ؟ فَدُونَكَهَا مَخْطُومَةً  مَرْحُولَةً (2) . تَلْقَاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ . فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ . وَالزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ . وَالْمَوْعِدُالْقِيَامَةُ . وَعِنْدَ السَّاعَةِ يَخْسِرُ الْمُبْطِلُونَ . وَلاَ يَنْفَعُكُمْ إِذْ تَنْدِمُونَ . 
  ( وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ، وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) .
       ثُمَّ رَمَتْ طَرْفَهَا نَحْوَ الأَنْصَارِ فَقالَتْ :
    يَا مَعْشَرَ النَّقِيبَةِ ، وَأَعْضَادَ الْمِلَّةِ ، وَحَضَنَةَ الإِسْلاَمِ ، مَا هَذِهِ  الْغَمِيزَةُ فِي حَقِّي ؟ (4) . وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلاَمَتِي . أَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَبِي يَقُولُ : ( الْمَرْءُ يُحْفَظُ فِي وُلْدِهِ ؟) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ـــــــــــــــ
 (1) الحظوة: النصيب. (2) ناقة مخطومة ومرحولة: الخِطام: الزمام. 
ومرحولة: من الرحل وهو للناقة كالسرج للفرس. (3) حضنة: جمع
حاضن بمعنى الحافظ . (4) الغميزة : الضعف أو الغفلة .

 تابع الخطبة:
ـــــــــــــــــــــــــ
سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ . وَعَجْلاَنَ ذَا إِهَالَةٍ . وَلَكُمْ طَاقَةٌ بِمَا أُحَاوِلُ . وَقُوَّةٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَأُزَاوِلُ (1) . أَتَقُولُونَ : مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ . فَخَطْبٌ جَلِيلٌ . إسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ (2) . وَاسْتَنْهَر فَتْقُهُ (3) . وَانْفَتَقَ رَتقُهُ . وَأُظْلِمَتِ الأَرْضُ لِغَيْبَتِهِ . وَكُسِفَتِ الشَّمْسُ والْقَمَرُ وَانْتَثَرَتِ النُّجُومُ لِمُصِيْبَتِهِ . وَأَكْدَتِ الآمَالُ (4) . وَخَشَعَتِ الْجِبَالُ . وَأُضِيعَ الْحَرِيمُ (5) . وَأُزِيلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَمَاتِهِ . فَتِلْكَ وَاللهِ النَّازِلَةُ الْكُبْرَى (6) . وَالْمُصِيبَةُ الْعُظْمَى . لاَ مِثْلُهَا نَازِلَةٌ . وَلاَ بَائِقةٌ عَاجِلَةٌ (7) . أُعْلِنَ  بِهَا كِتَابُ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي أَفْنِيَتِكُمْ (8) . فِي مُمْسَاكُمْ وَمُصْبِحِكُمْ . يَهْتِفُ فِي أفْنِيَتِكُمْ هُتَافاً وَصُرَاخاً. وتِلاَوَةً وَأَلْحَاناً . وَلَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِيَاءِ اللهِ وَرُسُلِهِ. حُكْمٌ فَصْلٌ . وَقَضَاءٌ حَتْمٌ . ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئا ً، وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشــرح:
ــــــــــــــــ
(1) أزاول: أقصد. (2)  استوسع وهنه: اتسع غاية الإتساع.
(3) كالمعنى المتقدم. (4) أكدت: انقطعت. (5) الحريم: 
ما يحميه الرجل ويقاتل عنه. (6) النازلة: الشديدة. 
(7) البائقة: الداهية. (8) أفنيتكم: جمع فِناء - جوانب الدار 
من الخارج أو العرصة المتسعة أمام الدار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fatemah3.ahlamontada.com
 
خطبة فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءِ عَلَيْهَا السَّلاَم في المسجد النبوي الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع خطبة فاطمة الزهراء (ع) في المسجد النبوي الشريف
» خطبة فاطمة الزهراء (ع) في نساء المهاجرين والأنصار
» خطبة فاطمة الزهراء (ع) تصاميم حسب المواضيع الجزء الثاني
» خطبة فاطمة الزهراء (ع) تصاميم حسب المواضيع الجزء الأول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فاطمة الزهراء عليها السلام :: خطب فاطمة الزهراء عليها السلام-
انتقل الى: