أبو الحسن الحسني Admin
المساهمات : 22 تاريخ التسجيل : 11/05/2018
| موضوع: قصة فاطمة الزهراء عليها السلام والأعرابي الأحد يونيو 17, 2018 11:06 pm | |
| قصة فاطمة الزهراء عليها السلام والأعرابي: عن كتاب "بحار الأنوار" المجلد السادس عن الإمام جعفر الصادق (ع) عن أبيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صلَّى بنا رسول الله (ص) صلاة العصر ، فلمَّا انفتل جلس في قبلته والناس حوله . فبينما هم كذالك إذْ أقبل شيخٌ من مهاجرة العرب ، عليه سمل (أي الثوب الخلق) قد تهلَّل وأخلق (أي تهلل الثوب: انخرق) وهو لا يكاد يتمالك كِبَرًا وَضُعْفًا ، فأقبل عليه رسول الله (ص) يستحثُّه الخبر ، فقال الشيخ: يا نَبِيَّ الله ، أنا جائعٌ فأطعمني ؟ وعاري الجسد فاكسني ؟ وفقيرٌ فإرشِنِي ؟ ( أي أحسن إلَيَّ) . فقال عليه الصلاة والسلام: ما أجد لك شيئًا ، ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يُحِبُّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة. وكان بيتها ملاصِقٌ بيت رسول الله (ص) الذي يتفرد به لنفسه من أزواجه ، وقال: يا بلال ، قُمْ فقف به على منزل فاطمة . فانطلق الأعرابي مع بلال ، فلمَّا وقف على باب فاطمة ، نادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوَّةِ ومَخْتَلَفَ الملائكة ، ومَهْبِطَ جبرائيل روح الأمين بالتنزيل من رب العالمين. فقالت فاطمة عليها السلام: وعليك السلام ، فمن أنت يا هذا ؟ قال الأعرابي: أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرًا من شقة ، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد ، جائع الكبد ، فواسيني يرحمك الله. فعمدت فاطمة إلى جلد مدبوغ بالقرَظْ كان ينام عليه الحسن والحسين سلام الله عليهما ، فقالت: خُذْ هذا يا أيها الطارق ، فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خيرٌ منه. فقال الأعرابي: يا بنت محمد شكوتُ إلَيْكِ الجوع ، فناولتني جلد كبش ؟ ما أنا صانعٌ به مع ما أجد من السغب ؟ (أي الجوع) . فعمدت فاطمة ـ لمَّا سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ، ونبذته إلى الأعرابي ، فقالت: خُذْهُ وَبِعْهُ ، فعسى الله أن يصنع لك . فأخذ الأعرابي العقد ، وانطلق إلى مسجد رسول الله (ص) والنَّبِيُّ جالس مع أصحابه ، فقال: يا رسول الله ، أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد ، فقالت: بِعْهُ فعسى الله أن يعوضك ما خيرٌ منه . فبكى النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم فقال: وكيف لا يصنع لك ، وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيِّدة بنات آدم . فقام عمَّار بن ياسر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله ، أتأذن لى بشراء هذا العِقد ؟ قال (ص): اشتر يا عمَّار ، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذَّبهم الله بالنار ، فقال عمَّار: بِكَمِ العقد يا أعرابي ؟ قال: بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانيَّة استُرْ بها ، وأُصَلِّي فيها لربي ، ودينار يبلغني إلى أهلي. فقال عمار: لك عشرون دينارًا ومائتا درهم ، وبردة يمانيَّة ، وراحلتي تبلغك أهلك ،وشبعك من خبز البر واللحم. فقال الأعرابي: ما أسخاكَ بالمال أيها الرَّجُل ؟ وعاد الأعرابي إلى رسول الله (ص) فقال له رسول الله: أشبعت واكتسيت ؟! قال الأعرابي: نعم ، واستغنيت بأبي أنت وأُمِّي ، قال رسول الله: فاجْزِ فاطمة بصنيعها ، فقال الأعرابي: اللَّهُمَّ إنَّكَ إلَهٌ ما استحدثناك ، ولا إلَهٌ لنا نعبُدُهُ سِوَاكَ ، فأنْتَ رازِقُنَا على كُلِّ الجِهَاتِ ، اللَّهُمَّ أعْطِ فَاطِمَةَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ. فَعَمِدَ عمَّار إلى العِقْدِ فَطَيَّبَهُ بالمسك ، ولَفَّهُ في بردةٍ يمانيَّة ، وكان له عبد اسمه (سهم) ، فدفع العقد إلى المملوك ، وقال له: خُذْ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله وأنت له. فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (ص) وأخبره بقول عمَّار، فقال النبي: انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها. فجاء المملوك بالعقد فأخبرها بقول رسول الله (ص) ، فأخذت فاطمة العقد وأعتقت المملوك. فضحك المملوك فقالت عليها السَّلام: ما يضحكك يا غلام ؟ فقال: أضحكني عِظَمِ بركة هذا العقد ، أشبع جائعًا ، وكسى عُريانًا ، وأغنى فقيرًا ، وأعْتَقَ عَبْدًا ، ورجع إلى رَبِّهِ (أي إلى صاحبه الأصلي . | |
|